تأتي على الزوجة في بعض الأحيان وفي بعض الحالات مرحلة تشعر فيها أنها لم تعد تخاف على زوجها حبيبها كما إعتادت طوال الأعوام السابقة، وإنما أصبحت تخشى منه وتترقب ردود أفعاله بشكل مختلف.
والزوجة تكون في حيرة من أمرها فهي تريد أن تحدد.. هل مشاعرها بالفعل تحولت تجاه زوجها وأصبحت مشاعر الخشية منه والقلق من تصرفاته وسلوكه بعد أن كانت الخوف عليه واللهفة إليه، أم أن هذه مجرد هواجس لا تستحق القلق.
عندما تنتهي صلاحية زوجك عندك، ستجدين أنه سقط من نظرك ستجدين أنك لم تعودي تقدرينه بالدرجة نفسها لم تعودي توقرينه في وجدانك كما إعتدتي، أصبح مختلفاً عن الصورة التي رسمتيها له طوال الفترة الماضية من عمر حياتكما الزوجية، وربما منذ مراهقتك وأحلامك.
عندما تتوقفين عن محاولة إثارة إهتمامه وشغفه وحنينه إليك، عندما لا يعود السؤال يلح على تفكيرك: هل مازال يحبني بنفس الدرجة؟.. عندما تشعرين أنك لا رغبة عندك في أن يسألك ماذا بك؟.. وعندما تفكرين على الدوام في أنه حتى لو إهتم بك فإن هذا لا يمثل فارقاً عندك.
عندما لا يكون من المهم عندك أن تظهري في أجمل صورك أمام عينيه، وعندما لا يكون هناك أي دافع في داخل قلبك يحفزك على التعطر من أجله أو البحث عن حلية أو زينة جديدة لتثير إعجابه، أو تشتري ثياباً جذابة بألوانه المفضلة التي يحب أن يراها عليك.
عندما تتذكرين أنك كنت في يوم من الأيام تتعمدين أن تبكي أمامه حتى ترين في عيونه اللهفة والحنين إليك والقلق على ما يمكن أن يكون قد ضايقك أو أثار حزنك أو ألمك، عندما تجدين أنك لم تعودي في حاجة إلى إشفاقه أو تعاطفه معك أو لمسات يديه لوجنتيك ماسحاً دمعاتك.
عندما تجدين أنك لم يعد يهمك أن يقول لك كم أنت جميلة أو يبدي إعجابه بذكائك أو مهارتك في أي مجال من المجالات، بعدما كانت كلمات التشجيع والمديح التي يلقيها على مسامعك تمثل لك في الماضي قمة السعادة والفرحة.
عندما لا يكون من المهم بالنسبة لك أن يوضح ما يقصد أو يشرح وجهة نظره تجاه أمر من الأمور، وتجدين في داخل نفسك أن فهمك أو عدم فهمك لما يقول لم يعد أمراً مهماً يشغل بالك.
عندما لا تشعرين بأي ضيق أو قلق أو غصة في الحلق لوجود نساء أخريات في محيط حياته، حتى إنه لو قال إنه يفكر في الزواج مرة أخرى لا تجدين في داخلك سوى شعور بالإشمئزاز وليس شعوراً بالغيرة.
عندما لا تجدين أن قلبك يصرخ باكياً عندما تشعرين أنه من الممكن أن يتعرض لأذى أو خطر أو يضيبه ضرر، ولا تجدين في قلبك لهفة الأم ولوعتها عندما يصيبه مرض أو يجرح في يديه على سبيل المثال.
عندما يكون هذا هو الحال وترين أن هذا أصبح شعورك نحوه إعلمي أن الحياة من الصعب جداً أن تعود كما كانت، وإعلمي أن نفسك لها الحق عليك في أن تعيدي حساباتك.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.